يعرف تلوث الهواء بأنه تعرض الغلاف الجوي لمواد كيماوية أو جسيمات صلبة أو مركبات بيولوجية تسبب الضرر و الأذى للإنسان والكائنات الحية الأخرى أو تؤدي إلى أضرار بالبيئة الطبيعية.
ويعتبر تلوث الهواء من أخطر المشكلات البيئية المعاصرة والناجمة عن النمو الاقتصادي وما نتج عنه من تطور صناعي واستخدام للطاقة وتطور في وسائل النقل البري والجوي والبحري وما يصاحب ذلك من انبعاث كل من ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكاسيد النيتروجين (NOX).
شهدت المملكة خلال العقود الأربعة الماضية طفرة إنمائية هائلة غطت جميع أوجه الحياة وشملت الاقتصاد والتعليم والصحة والطاقة والصناعة والنقل والتطوير الحضري وغيرها. وأدى التوسع الكبير في قطاع الصناعة والزراعة والتشييد والنقل بالإضافة إلى التنمية الحضرية وماصاحب ذلك من زيادة في الطلب على الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة والتي ينتج عنها انبعاث العديد من ملوثات الهواء بكميات ومستويات تركيز مرتفعة ولفترات زمنية قد تؤثر على نوعية الحياة وصحة ورفاهية الإنسان وتلحق الضرر بالنظم البيئية والكائنات الحية الأخرى.
لقد أدت الزيادة السكانية والتنمية الاقتصادية الكبيرة وارتفاع مستوى الدخل إلى زيادة أعداد المركبات خاصة مع توافر وقود المركبات بأسعار منخفضة في ظل الدعم الحكومي وافتقار المدن الرئيسية إلى شبكة نقل عام تفي بالاحتياجات اليومية للسكان سواء من المواطنين أو المقيمين مما أدى إلى كثافة الحركة المرورية وارتفاع نسبة الزحام المروري إلى مستويات مرتفعة جدا مما أدى إلى انخفاض السرعة المتوسطة للمركبات إلى أدنى مستوياتها والذي نتج عنه ارتفاع كبير في كمية انبعاثات ملوثات الهواء واستهلاك الوقود والتسبب في الضوضاء، ويزداد الأمر خطورة في الإنفاق. لذا لابد من التوسع في سياسة النقل الجماعي الترددي والقطارات الحديثة ونظام المترو،