التصحر: هو تدهور الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة وشبه الرطبة نتيجة عوامل مختلفة من بينها الاختلافات المناخية والأنشطة البشرية.
تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول التي تعاني بشكل كبير من ظاهرتي التصحر والجفاف، حيث يغلب على مختلف مناطق المملكة مناخ جاف من صفاته قلة الأمطار وعدم انتظامها، وارتفاع درجات الحرارة وحالات الجفاف المتكررة.
كما أن تربتها قليلة الخصوبة وهناك شح في الموارد المائية مما أدى إلى انخفاض نسبة الغطاء النباتي والغابات فيها، ووجود بيئات هشة وحساسة لأي تغير ناتج عن نشاط بشري أو ظروف طبيعية.
وقد أدت هذه العوامل بالإضافة إلى الاستخدام غير الرشيد للموارد الطبيعية (التربة والمياه والغطاء النباتي الطبيعي من مراع وغابات والتنوع الأحيائي) إلى تدهور في هذه الموارد من جهة، ويزداد الوضع تعقيداً مع التغيرات المناخية الحادة، وزحف الرمال، وإلى انتشار ظاهرة التصحر من جهة أخرى، مما أدى إلى تدهور الأراضي وانخفاض إنتاجيتها؛ كما تمثل الأراضي المتأثرة بالتصحر في المملكة ما نسبته ٦٨٪، و٧٠ ٪ من إجمالي مساحة المملكة خلال العامين ٢٠١٠ و ٢٠١٤ على التوالي، وقد ارتفعت هذه النسبة بشكل طفيف مما يشير إلى وجود تدهور في الأراضي وتأثرها بالتصحر.
وبالرغم من ذلك فإن الغطاء النباتي الذي لم تتجاوز نسبته ١٫١٪ من مساحة المملكة خلال عامي ٢٠١٠ و٢٠١١م، قد حافظ على انتشاره وشهد زيادة طفيفة خلال الفترة ٢٠١٢-٢٠١٤م، مما يشير إلى توقف تدهور الأراضي نتيجة لتفعيل البرامج والسياسات للحد من التصحر كخطر الاحتطاب والرعي الجائر وتعزيز الشراكة مع كل الجهات الحكومية والمجتمعات والسكان المحليين.
وتعتبر مشكلة التصحر من أهم المشكلات البيئية التي تهدد مستقبل البشرية لتأثيراتها المباشرة على مصادر غذاء الإنسان وبالتالي على صحته وحياته. وتتمثل مظاهر التصحر بالمملكة في تدهور الغطاء النباتي في الغابات والمراعي الطبيعية بسبب قطع الأشجار والاحتطاب والرعي الجائر وزيادة النشاط العمراني والزراعي وزيادة التنزه العشوائي وكلها مرتبطة بالنمو السكاني، وزيادة حيوانات الرعي وتزايد متطلبات السكان بسبب ارتفاع مستوى المعيشة.
وقد أدت هذه الضغوط إلى زيادة شح المياه وتلوثها وإلى انجراف التربة وتكرار حدوث الفيضانات والسيول وكذلك تكرار فترات الجفاف. ويعد تدهور التنوع الأحيائي من نتائج التصحر، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن هناك ٢٠٠ نوع نباتي مهدد بالانقراض بالمملكة بالإضافة إلى تملح التربة وانعكاس ذلك على تدني الإنتاج النباتي في بعض المواقع، وإلى زحف الرمال وتشكل العواصف الترابية وغيرها.
يتطلب الحفاظ على الأراضي من التدهور، ومكافحة التصحر وزيادة رقعة الغطاء النباتي وتقليل المناطق المتدهورة في جميع مناطق المملكة، إنشاء محطات إكثار بذور النباتات الرعوية المحلية وإنشاء بنك البذور والأصول الوراثية النباتية لتثبيت الكثبان الرملية المتحركة ومنع الرعي الجائر والتوسع في استخدام المياة غير التقليدية وإنشاء المحميات ونشر وتوزيع مياه الأمطار والسيول و إنشاء مخازن الأعلاف بالإضافة إلى تشجيع القطاعين الحكومي والخاص على إنشاء مشروعات تنموية تهدف إلى زيادة الرقعة الخضراء. كذلك من الأهمية معالجة أسباب تدهور الغطاء النباتي (الاحتطاب، الرعي)، تطبيق الأنظمة الرادعة (في جميع مناطق المملكة وتشجيع البدائل) استيراد الحطب والفحم (فضًلا عن رفع الوعي والمسؤولية المشتركة).